تشغل المواجهة المحتملة مع النظام الإيراني مراكز اتخاذ القرار في عواصم عالمية وإقليمية عدة. ومما يزيد الأمر تعقيداً أن إيران أجْبَن من أن تدخل في مواجهة، وتستغل أدواتها الشيطانية، وفي صدارتها حزب الله وجماعة عبدالملك الحوثي، في غرس نفوذها، وفتنها الطائفية، ومغالاتها المذهبية، لتحقيق تلك الغايات. وهي مدفوعة بيقين بأنها، على رغم قوتها العسكرية «التقليدية»، قادرة على استعمار العالم العربي والإسلامي، وقادرة على صد الولايات المتحدة وحلفائها في الغرب والعالم العربي، وهو في حقيقته هوس، وليس يقيناً. والمنطق الإيراني في ذلك هو تغليب سياسة القهر والقوة، كأن خصومها يفتقرون إلى القوة، وكأن شعوب الدول التي تستهدفها سيخرجون لاستقبال الفرس وعملائهم الإقليميين بالابتسامات والورود. وربما في غيهب هذا الهوس والظلام الفكري نسي ملالي طهران التاريخ، فقد انكسروا وهزموا المرة تلو الأخرى، وظلت فترات زعزعتهم رمزاً لانحطاط الفكر والثقافة في بلاد المسلمين الذين لن يسمحوا بتكرارها مهما كان شأن التهديدات الإيرانية، والتآمر الفارسي، والمطامع المذهبية. لإيران أن تعتقد في ما تريد، لكن عليها أن تدرك أن للشعوب العربية جيوشاً تذود عنها، وحلفاء يصدون معهم الغزاة الطامعين، في ظل منظومة دولية لا تقبل أن يُداس على المواثيق والاتفاقات التي تقف وراء النظام العالمي الذي يحكم تبادل المنافع والمصالح بين أمم الكوكب. وسيكون ثمن المواجهة باهظاً على الشعب الإيراني المغلوب على أمره. لأن العالم لن يقبل هذه المرة سوى اجتثاث سرطان النفوذ الإيراني أنى يكون.